تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على النساء

لقد طرأت العديد من التغيرات الاجتماعية على صورة المرأة العربية النمطية خلال السنوات الاخيرة وكان الإعلامالجديد هوحجر الأساسالذي بدأ به ذاك التغيير، وهذا عن طريق العديد من الحركات النسوية الهادفة والمبادرات التي بدورها رسمت الصورة الأكثر استقلالية وباتت متحررة أكثر من قبل. وتعد المبادرة التي كانت بعنوان "إنتفاضة المرأة في العالم العربي"أحد أهم المبادرات التي تم إطلاقها عام 2012 لتناصر حرية المرأة وحقوقها الإنسانية وإستقلاليتها داخل العالم العربي"، وفقا لما ورد على الصفحة الرسمية للمبادرة على موقع فيسبوك. ويتابع هذه الصفحة عدد يقدر بحوالي 120.000 مُتابع، لذا فهي تعتبر مِنبر المبادرة الرئيسي والتي تم إطلاقها من قبل 4 ناشطات عربيات من فلسطين ولبنان ومصر. كما تقوم الصفحة بحشد عدد كبير ضمن فاعليات رفض كافة أشكال العنف المستعملة ضد المرأة، إلى جانب سعيها لنشر مفاهيم المساواة والحرية. فالدور الذي يلعبه في الإعلام الاجتماعي تكمن في كونه أولاً يعمل على إتاحة فرصة للمرأة حقيقية لتعبر بلغتها عن قضاياها والحشد من أجل أن تتعاطى معها، وبالتالي أصبح يتحدى الوسائل التقليدية للإعلام، كما يقوم بتحديد أولويات القضايا التي يتم تناولها ذلك الأمر. تأتي "شُفت تحرُش" داخل مصر، على رأس هذه المبادرات التي قامت بتسجيل النسبة الأعلى للتحرش الجنسي داخل الدول العربية، وقد بدأت نتيجة زيادة حد الاعتداءات على المرأة في عام 2013 توافقا مع التوتر الأمني داخل البلاد. ونجد ان وسائل التواصل الإجتماعي ساعدت العديد من النساء في الحصول على حقوقهم الأدبية والقانونية حيث انه بإمكان الفتاة أو المرأة التي تتعرض لتحرش جنسي ان تقوم بتصوير الواقعة التي تعرضت لها ومشاركتها من خلال الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر و من ثم يتم تحولها إلىقضية رأي عام وهو ما يؤدي إلى سرعة سير الإجراءات القانونية ضد المتهمين بتلك الأفعال المشينة ومن أبرز الأمثلة على ذلك تعرض فتاة مصرية لتحرش من قبل أحد الاشخاص في إحدى عربات مترو الانفاق بالقاهرة فما كان من الفتاة إلا انها شاركت الواقعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتثير الواقعة الرأي العام و يتضامن المجتمع معها وقد تم الحكم على المتهم بعدها بإيام قليلة بالسجن لمدة 3 سنوات مع الشغل و النفاذ. وعلى الجانب الأخر نَتجت العديد من المشاكل وأخطار تهدد استقرار الأسر وعلاقاتها الزوجية والعاطفية نتيجة استعمال شبكات التواصل الاجتماعي، فقد أحدثت تلك الشبكات الافتراضية تغيرات كثيرة في معالم حياتنا العملية العائلية والدراسية ايضا، حيث نتجت عنها مشكلات إجتماعية لم نشهدها من قبل، كما انها حاوطت أفراد العائلة بجدارات من العزلة، مما ترتب عليه انفراد كل منهم جعلته منكباً على جهاز الحاسوب متصفحاً للمواقع الالكترونية، أو مستغرقا في حواراته مع الأصدقاء أو أناس غير معروفين ينشيء معهم علاقات متبانية، بعضها يتسم بالجدية ومفيد، والبعض الأخرى للتسلية وأغراض أخرى. وحول ذلك تؤكد المستشارة النفسية إبتسام المسيمي أنالجميع أمسى يستعمل مواقع التواصل الاجتماعي، فالتكنولوجيا تغزوا الحياتنا بطريقة لا يوجد لها مفر، وبالتالي هذا يؤثر على مجريات حياتنا وبصفة خاصة العلاقات الزوجية، القائمة على مبدأ الحوار الدائم، التواصل السليم، والصراحة والوضوح والصراحة في العلاقة. ووسائل التواصل الاجتماعي وفي قمتها «فيسبوك» أصبح أحد الطرق الأقصر المؤدية لانفصال وطلاق الزوجين، وهذا ما توصلت إليه مجموعة من الدراسات الحديثة، أهمها تلك التي أجريت بواسطة الأكاديمية الأمريكية لمحامي الطلاق، ونشرت صحيفة الإندبندنت دراسة نقلتها عن الجمعية الإيطالية للمحامين. يتصدر موقع «فيسبوك» في جميع المواقع، لكونه المتهم الأول الذي يُسأل عن زيادة نسب الطلاق عالميا، وأشارت الإحصائيات إلى كون 20% لحالات الطلاق داخل الولايات المتحدة الأمريكية يعد «فيسبوك» هو السبب المباشر لها

Comments