تطوير المنهج التعليمي

ورد في المعجم الوجيز: " طوره: حوله من طور الى طور، وتطور حوله من طور الى طور، والتطور: التغير التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع، العلاقات، أو النظم، أو القيم السائدة فيه "(مجمع اللغة العربية: المعجم الوجيز، (1989، ص 396). أما اصطلاحا، فإن مصطلح تطوير المنهج يشير الى عملية Process التي تتناول منهج قائما، بهدف الوصول الى رفع كفايته وفاعليته، وكان هذا المصطلح يعني لدى بعض التربويين تحسين المنهج القائم جزئيا أو كليا أو تغييره والاستعاضة بغيره. وهذا ما أشار اليه كل من مجاور والديب، فقد ذكرا أن تطوير المنهج هي عملية يقصد بها " العملية التي يتم من خلالها إجراء تعديلات مناسبة في بعض أو كل عناصر المنهج ومجاله، وفق خطة مدروسة من أجل تحسين العملية التربوية، ورفع مستواها " مجاور، وفتحي، 1421 هـ، ص 858). ويرى مصطفى أن تطوير المنهج هو " إعادة النظر في جميع عناصر المنهج من الأهداف الى التقويم، كما يتناول جميع العوامل التي تتصل بالمنهج، وتؤثر فيه ن وتتأثر به (مصطفى ،2000، ص 171). وليس بعيدا عن ذلك ما ذكره سرحان بأن المقصود بعملية تطوير المناهج " إدخال تجديدات ومستحدثات في مجالها، بقصد تحسين العملية التربوية، ورفع مستواها، بحيث تؤدي في النهاية الى تعديل سلوك التلاميذ، وتوجيه هذا السلوك في الاتجاهات المطلوبة، ووفق الأهداف المنشودة " (الدمرداش ،1985، ص 206) ". وربط شوق بين تقويم المنهج وتطويره، فذكر أن تطوير المنهج " هو تحسين ما أثبت تقويم المنهج حاجته الى التحسين من عناصر المنهج أو المؤثرات فيه، ورفع كفاية المنهج على وجه العموم في تحقيق الأهداف المرجوة " (العجمي ،2005 ،326). ويرى الخليفة (2017) أن التعاريف السابقة لعملية تطوير المنهج تجعل في معظمها غاية التطوير تحسين المنهج القائم أو تغييره ‘لأنها تتحدث عن إجراء تحسينات أو تغيرات جزئية أو كلية منتخبة من مكونات المنهج المدرسي، وهي بذلك تندرج ضمن عمليات التطوير التقليدية فالمنهج الحديث يتشكل من جملة المكونات والاسس المتكاملة المتفاعلة فيما بينها ، و أي تغيير أو تطوير ينال أحدها ‘ لابد أن يطال العناصر الأخرى ، فتطوير المنهج الحديث لا يمكن أن يتصف بالجزئية أو الاصطفائية ، بل يمتد الى أسس المنهج ومكوناته و بيئته البشرية والمادية ، دون أي استثناء ، ولذلك يرى المؤلف أن مفهوم تطوير المنهج يعني إعادة النظر فيالمنهج القائم بكل مكوناته و أسسه ومكوناته ومجالاته وبشكل يتناسب و نتائج التقويم ، بهدف الارتقاء بجدارته العلمية ، وجدواه العملية ، لتحقيق النمو الشامل والمتكامل للمتعلمين بما ينسجم أهداف التنمية الشاملة للمجتمع. تنقيح المنهج يتناول معالجة بعض الفجوات ونقاط الضعف نتيجة عملتي التنفيذ والتقويم، ويكون التنقيح بالإضافة أو الحذف أو التعديل أو الاستبدال. (الربيعي،2012، ص22). فلسفة المنهج هي التصور الشامل والمتكامل الذي يعتمد عليه في بناء المنهج وتقويمه وتطويره استنادا الى الفلسفة التربوية المستمرة في فلسفة المجتمع. (الربيعي،2012، ص22). غايات المنهج هي النهايات او النتايج المقصودة التي يرمي المنهج الى تحقيقها وتكون عادة على شكل عبارات شاملة الصيغة مثل(تربية الانسان الصالح). (الربيعي،2012، ص22). مفهوم المقرر من المفاهيم التي ربما تتداخل لدى البعض مع مفهوم المنهج مفهوم المقرر Course ذلك المفهوم الذي يشير إلى العناوين والموضوعات والعناصر الرئيسة التي يدور حولها المحتوى العلمي لأي منهج ، أو برنامج تعليمي ، أو دراسی موجه لأية فئة أو مجموعة من الدارسين . وهناك من يخلط بين المنهج ، والمحتوى ، والمقرر. ويعرف المقرر الأساسي Core Course بأنه : مقرر دراسي يقدم فيه إطار عام هیکلي للأفكار ونشاطات التدريس ، والذي يستطيع فيه المدرس أن يضيف طرقه وأفكاره الخاصة. كما يشير المصطلح أيضا إلى المقرر الذي يجب أن يؤخذ كجزء من المنهج الأساسي لأي صف أو أية مرحلة تعليمية. أما المقرر الدراسي فيعرف بأنه : ذلك الجزء من البرنامج الدراسي والذي يتضمن مجموعة من الموضوعات الدراسية التي يلتزم الطلاب بدراستها في فترة زمنية محددة قد تتراوح بين فصل دراسي واحد، وعام دراسي كامل وفق خطة محددة. ويرتبط المقرر الدراسي بمفهوم الخطة الدراسية Syllabus، تلك التي تشير إلى توصيف كامل للمقرر الدراسي الذي يدرسه الطلاب من حیث: تحديد القائم على تدريسه، والفئة الطلابية المستهدفة، ومجموعة الأهداف التعليمية المراد تحقيقها من خلاله والموضوعات التي يتناولها المقرر، وتوزيعها على مدة الدراسة وأهم المتطلبات التعليمية اللازمة لتنفيذه، وأساليب التقويم التي تستهدف الحكم على مدى تحقق أهدافه، وقائمة المراجع التي تدعم تعليم وتعلم المقرر. (محمد السيد علي، ۱۹۹۸، ص.13) المحتوى "وهو نوعية المعارف والمعلومات والأنشطة التي يتم اختيارها وتنظيمها على نمطمعين سواء كانت المعارف مفاهيما ام حقائق أم أفكارا أساسية، ويتم اختيار المحتوى في ضوء الأهداف. ويتم اختيار الأهداف في إطار فلسفة المجتمع وعقيدته". (حمادئه، محمد محمود ساري 2012 ص15) مفهوم المحتوى المحتوى Content مصطلح عام يشير إلى مضمون الشيء، ويشيع استخدام هذا المصطلح في مجال المناهج التعليمية، حيث يشير إلى أحد عناصر، أو مكونات المنهج. والمحتوى هو المكون الثاني لأي منهج تعلیمی، يأتي في الترتيب بعد المكون الأول وهو " الأهداف "، ويشمل محتوى المنهج كافة الخبرات والمعارف والمعلومات والمهارات والاتجاهات التي يسعى المنهج لإكسابها للمتعلم. كما يشير محتوى المنهج أيضا إلى المعلومات المكتوبة، والمصطلحات،والمفاهيم، والمبادئ والقوانين والنظريات، والرسوم التوضيحية،والأنشطة، والتمرينات والأسئلة والاختبارات ... الخ ، المنصوص عليها في وثيقة المنهج التي تكون غالبا الكتاب الدراسي . وقد يخلط البعض بين مصطلحي المنهج والمحتوى. ويعرف محتوى المنهج بأنه: كل ما يضعه القائم بتخطيط المنهج من خبرات تفصيلية للموضوعات المقررة، سواء كانت خبرات معرفية، أم مهارية ، أم وجدانية، بهدف تحقيق النمو الشامل والمتكامل للمتعلم ، أي أن المحتوى هو المضمون التفصيلي للمنهج والذي يجيب عن التساؤل : ماذا ندرس ؟ . ( محمد السيد علي ، ۱۹۹۸م ، ص .37) الأنشطة وهي مجموعة الإجراءات التي يقوم بها كل من المعلم والمتعلم من أجل تحقيق الأهداف إلى درجة الإتقان، وهي العنصر الثالث من عناصر المنهاج وقد تكون تعليمية يقوم بها المعلم وقد تكون تعلميه يقوم بها المعلم. ويقصد أيضا بالأنشطة: "الجهد العقلي أو البدني الذي يبذله المتعلم أو المعلم من أجل بلوغ الأهداف أو هدف ما". (حمادئه، محمد محمود ساري 2012 ص15). الوسائل التعليمية وتعرف الوسيلة بأنها "مجموعة من الأدوات والآلات التي يستخدمها المعلم أو الدارس. لنقل محتوى الدرس إلى المتعلمين، سواء أكان ذلك داخل الفصل أو خارجه، بهدف تحسين العملية التعليمية". وتعرف الوسيلة بصورة أكثر تفصيلا بأنها "كل ما يستخدمه المعلم والمتعلم من أجهزة وأدوات ومواد، وأية مصادر أخرى، داخل حجرة الدرس وخارجها، بهدف إكساب المتعلم خبرات تعليمية محددة، بسهولة ويسر ووضوح مع الاقتصاد في الوقت والجهد المبذول" (ماهريوسف،28،1419).

Comments