ترتبط أولى الاعمال التنقيبية في مدافن البحرين باسم الضابط البريطاني الكابتن "ديوراند" عام ١٨٧٨ بفتحه لأحد التلال الكبيره التي تمثل مقبرة، وعام ١٨٩٨ بقيام تيودرو بنت بالكشف عن بعض المقابر قرب واحة عالي والذي اعتقد في ارجاعها الى الفينيقيين قبل هجراتهم من الخليج العربي.
لعبت البحرين دوراً هاما بحكم موقعها في الخليج العربي وما جاوره من حضارات، وعكست النصوص من ميزوبوتانيا دلائل متنوعه عن حركة اتصال تجاري مكثف من وعبر البحرين في العصور القديمة، وأوضحت النصوص سرجون الأكدي –بصفة خاصة- ونارام سين من الألف الثالث ق.م، عن إستيراد العديد من الموارد الاقتصادية المرغوب فيها من صوف ونحاس وعاج وذهب واخشاب جيدة واحجار كريمة، وعن وصول سفن عدة من موانئ جنوب العراق خاصة في أور محملة بتلك الأصناف.
مع بدايات تفتح حضارة دلمون في الالف الثالث ق.م بدأت تظهر الى الوجود شواهد الحياة الحضارية المستقرة و المتطورة متمثلة في المدينة والمستوطنات، ومن وجود منشآت دينية ما زالت الدلائل الأثرية شاهدة عليها في مواقع معابد باربار ودراز وعين ام السجور وسار، وعن وجود العديد من الأدوات للاستعمالات الشخصية مثل الاواني الفخارية والاختام المعروفة اصطلاحا باسم الاختام الدلمونية، والتي تعددت الموضوعات المصوره عليها من رسوم للحيوان والطيور وبالمثل الاشكال البشرية بملابس سومرية الطابع ومعها أدوات ترتبط بصلة اتصال حضارات مع بلاد السند والرافدين، وبالمثل عثر على عديد من التماثيل البشرية والدمى الحيوانية وبعض الأسلحة وعشرات المئات من المدافن المتعدده الاشكال والتي يُستنبط منها ومن البقايا الاثرية بها عن وجود فكر ديني مبكر لاهل المكان.
كما عمد الكولونيل بريدو عام ١٩٠٦ الى فتح مجموعة أخرى من مدافن البحرين حوالي ٦٧ تلا اثرياً، وكان منها بعض مدافن منطقة عالي الكبيره الحجم. و في عام ١٩٤٥-١٩٤٦ كشف كورنوال عن ٣٠ تلا وعثر فيها على رؤوس حراب من البرونز وأدوات من العاج، وأنواع من الفخار، كما عثر على اثني عشر هيكلا إنسانياً تمت الى عنصر يتميز بعظامة الدقيقة ورؤوسة الطويلة.
كما أبانت أعمال البعثة الدانمركية عن أطلال معابد باربار بمستوياتها الثلاث المتعاقبة وبعض عناصرها الحضارية الباقية والتي حدت البعض الى اعتبار تلك الحضارة بجزيرة البحرين اهم فتراتها الحضارية.
كما قامت بعثة انجليزية خلال فصلي شتاء١٩٧٣ وربيع ١٩٧٥ في موقع المرخ، الذي تبين وجود دورين حضاريين من السكني بالموقع إعتمد آولاهما على الصيد وجمع اللؤلؤ في حين اعتمد ثانيهما على الصيد ورعي الماعز.
كما قامت بعثة عربية بإشراف معاوية ابراهيم فيما بين الأعوام ١٩٧٧الى١٩٧٩ بالحفر في موقع سار والتي كشفت عن اكبر حقول مدافن على ارض البحرين وهي عبارة عن تلال تبعد عن بعضها البعض في المناطق الكثيفة من ٢-٨م، ويبلغ ارتفاعها نصف متر ويصل أحيانا الى حوالي ٤م، و غالبيتها مابين ٦-١٠م وتأخذ المدافن في اغلب الاحيان هيئة ضيقة نتيجة ليكفية بنائها ونتيجة لعوامل التعرية. ويمكن تصنيف المدافن الى خمس مجموعات صنفت كل واحد منها حسب معالم العمارة الجنائزية من ناحيه، وعلاقة الواحدة مع الأخرى من ناحية أخرى وهى: تل بمدفن واحد فوق سطح الأرض، تل بمدفن واحد مقطوع في الصخر، تل بمدفن رئيسي يتصل بمدافن جانبية، تل بمدفن رئيسي يتصل بساحة و اخيراً مدافن مترابطة. ويبدو ان اعداد هذه المدافن لم يكن ليتم الا عن طريق سلطة مركزية معينة غالبا ما تكون ذات طابع ديني، وتخلو جميع مدافن النمط المعماري الأخير من العظام، الا انه وجد في بعضها كُسر فخارية وجرار بأشرطة ملصقة على سطحها الخارجي.
تم الكشف عن بقايا لسلال من سعف النخيل المغطاه بالقار، بالإضافة الى بعض الاصداف البحرية الصغيرة وكُسر لأدوات من البرونز، مما يدل على ان المدافن كانت مزودة بمرفقات جنائزية لكن عدم استعمالها يثير الدهشه. كما عُثر بالمدافن على أواني من الحجر الصابوني، ورؤوس سهام وحراب وخناجر برونزية وبعض الاختام الصدفية.
Comments
Post a Comment