اليمن السعيد .. هذه أبرز ملامح الحضارات اليمنية القديمة

من أى اشتق اسم اليمن وما هى أبز ملامح حضارات اليمن السعيد ؟ يرجح ان اسم "اليمن" مشتق من كلمة "يمنات" الوارده في نصوص سبأية قديمة كأسم لهذه البلاد، ربما يكنى بها عن اليمن والخير وتعكس ما عرف عن المكان من وفرة الخيرات به من أشجار ونباتات. وقد اطلق اليونان على المكان قديماً اسم "بلاد العرب السعيد" في احتمال مع ترجمتهم لكلمة "يمنت" او "يمنات" بالبلاد السعيدة. • ونشأت حضارة اليمن فيما يسمية المستشرقون الآن بالعربية الجنوبية، ويعنون بذلك المنطقة الواقعة ما بين الربع الخالي شرقاً والبحر الأحمر غرباً ومن الجنوب والجنوب الشرقي البحر العربي، وشمالاً المملكة العربية السعودية. وقد تشكلت هذه المنطقة جيولوجياً من تركيبة معقدة من الأحجار البركانية ومن طبقات صخرية سهلة التشقق وصخور صوانية ورخامية. وقد عرفت اليمن قديما بتجارة العطور والبخور والمر والصمغ والكافور، كما عمل أهلها كوسطاء للتجارة بين الهند والعراق والشام ومصر، فكانت التوابل والسيوف الهندية والحرير الصيني والعاج والأبنوس والذهب من اثيوبيا تنقل بواسطة تجار اليمن الى مصر والعراق. من هم أهم الراحالة الذين زاروا اليمن وأهم ما كتبوه عن الدول والممالك الحضارية التي شهدتها اليمن ؟ يحفل تاريخ الرحاله الذين زاروا بلاد العرب بصفة عامه، واليمن بصفة خاصه بأسماء عدة لعل من بين أهمهم كل من كارستنن نيبور(١٧٦١-١٧٦٧)، وجوزيف هاليفي (١٨٦٩)، وجلازر (١٨٨٢-١٨٩٢)، و يوركهات (١٨١٥)، وستوك هورجونية الهولندي بلجريف (١٨٦٢-١٨٦٣)، وبرتون، كما قام دوتي مؤلف كتاب ( Arabia deserta) ١٨٧٥الصادر في عام 1875 م ، وبلنت (١٨٨٧) وهوبر (١٨٨٣) بدور في تناول تاريخ بلاد العرب بإطلاق. وأشار هؤلاء إلى ما تمتعت به اليمن من ثروات من بينهم هيرودوت وثيوفرا ست حيث ورد بكتاباتهما وصفاً للسبئيين على انهم محاربون وزراع وتجار مهرة، كما وردت بالمثل إشارات متعدده في كتابات الرحاله والمؤرخين العرب ومن بينهم الهمذاني والمقدسي. ويصف تاريخ اليمن ثقافات وأحداث وشعوب ما يعتبر من أقدم مراكز الحضارة في الشرق الأدنى. ساعدت أرضها الخصبة نسبيًا وهطول الأمطار بشكل كافٍ في مناخ رطب في الحفاظ على استقرار السكان ، وهي ميزة اعترف بها الجغرافي اليوناني القديم بطليموس ، الذي وصف اليمن باسم بمعنى "الجزيرة العربية المحظوظة" أو "العربية السعيدة". طور اليمنيون الأبجدية العربية الجنوبية بحلول القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد ، وهو ما يفسر سبب تأريخ معظم المؤرخين لجميع الممالك اليمنية القديمة إلى تلك الحقبة. وبين القرن الثاني عشر قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي ، سيطرت عليها ست حضارات متعاقبة تنافست بعضها البعض ، أو كانت متحالفة مع بعضها البعض وسيطرت على تجارة التوابل المربحة: معين ، قتبان ، حضرموت ، أوسان ، سبأ ، وحمير ما هى عن أبرز ممالك اليمن ؟ موضحا العوامل التي ساعدت على تأسيس حضارة اليمن السعيدة أهم هذه الحضارات والممالك حضارة سبأ: كان لحضارة سبأ شهرة كبيرة بين المؤرخين القدماء والمحدثين لم تكن لباقي الدول العربية الجنوبية القديمة لأسباب منها ذكر سبأ في اكثر من قصة من قصص العهد القديم وفى اكثر من إيات القران الكريم والنصوص المسمارية منذ القرن الثامن قبل الميلاد ، واستمرار كيانها السياسي المتطور الي ما قبل ظهور الإسلام بقليل . وبقاء بعض معابدها ومنشأتها الكبرى ظاهره فوق سطح الأرض خلال العصور الإسلامية وحتي الان . تم العثور على أدلة على تأثير سبأ في شمال إثيوبيا ، حيث تم إدخال الدين الأبجدية العربية الجنوبية والآلهة ، وأسلوب الفن والعمارة العربية الجنوبية يمكن القول إطلاق بانقسام فتره الحكم السبئي الى مرحلتين أساسيتين: ما تعرف باسم مرحلة المكاربة ثم مرحلة الملوك. ويرجح البعض للمرحلة الأولى الفتره ما بين ٨٠٠-٦٥٠ق.م وحمل حكام تلك الفتره لقباً ذا مدلول ديني بمعنى "المكرب" المرجح انه بمعنى المقرب من الآلهة والناس، وعكس صفة دينية لحاملة الى جانب صفته السياسية كحاكم، واتخذوا من صرواح خلال تلك المرحلة عاصمة سياسية لهم ثم انتقلوا من بعد الى مأرب ثم مرحلة الملوك السبئية الممتدة من ٦٥٠-١١٥ق.م. وقد توفر لمعابد سبأ من الطقوس والثروات والممتلكات بما يتناسب مع قدرات مشيديها، ومدى أهمية المناطق التي نشأت بها. كما كانت للكهانة او العرافة والتنبؤات رافد جانبي هام في دخل المعبد اليمني القديم، إضافة الى ما كان يتلقاه المعبد من نذور وقرابين وأضاحي موقوفة علية سواء من الدولة او من افراد الشعب. ومن المواقع الأثرية في اليمن أيضا صرواح: تقع هذه المدينة في وادي خصيب وحوله مرتفعات كفلت له الحماية ما بين مدينتي مأرب وصنعاء، وتقوم على أطلالها حالياً قرية القصر وقرية الخريبة. مأرب: تقع على بعد مائة كليومتر الى الشرق من صنعاء الحالية، وعلى ارتفاع ٣٩٠٠ قدم فوق سطح البحر. وقد وردت إشارة اليها في المصادر الكلاسيكية تحت اسم "ماريوبا" او "مريابا" ربما تحريفا عن الكلمة الآرامية المركبة ماء و راب بمعنى "الماء الكثير" او "السيل الكبير". حضارة معين: نشأت دولة معين علي الجوف الجنوبي فيما يمتد بين حدود حضرموت جنوبا، وبين الحدود السياسية الفاصلة بين السعودية واليمن حالياً عند نجران شمالاً. ووردت إشارات اليها في التوراة، وان قصد بذلك مستوطناتها التجارية الشمالية في دادان (العلا) كما وردت باسم معينيم كأحد جيران إسرائيل (التكوين العاشر، الإصحاح ٢٥). كما وردت إشارات إليها في المصادر الكلاسيكية: سترابون، بليني، وبطليموس. اختلفت تقديرات المستشرقين فيما يتعلق بنقطة البدء التاريخي لحضارة معين، ونقطة الانتهاء الزمني لوجودها ما بين القرن الثالث عشر ق.م، والقرن الحادي عشر ق.م، وفقا لما يراه هومل وفيلبي، او بدء القرن السادس ق.م، او القرن الربع ق.م، وفقا لما يراه موللر وريكمانز وبستون واولبرايت، وأكثرها ترجيحاً كنقطة بدء تاريخي: القرن السادس ق.م. ولكن تعاقبت على حكم معين خمس أسر حاكمة تلقب أولها بلقب ديني "مزود" ثم في مرحلة تالية "ملك" حوالي القرن الرابع ق.م، ونعتوا بصفات معينة من بين أهمها الصادق، بشور بمعنى المستقيم، وريام بمعنى المتعالي. ويعتقد ان لقب "مزود" يعني من يزود المعبودات او المعابد بقرابينها" او من يزود دولته بخيراتها. حضارة قتبان: تقع الى الجنوب من دولة سبأ وتضمنت وادي بيحان المحاط بجبال الى الشرق ووادي حريب وما يشغل جزءا مما كان من قبل اليمن الشمالية وعدن (اليمن الجنوبية)، وعاصرت في بعض عهودها بقية الدول الجنوبية سبأ وحضرموت ومعين وأؤسان. وإعتمدت قتبان في اقتصادها على كل من الزراعة والتجارة، وما يرتبط بهما من مشاريع للري وانشاء للسدود او حفر للآبار وتمهيد للطرق وسن تشريعات لتنظيم أمور التجارة. حضارة حضرموت: شغلت حضرموت في جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية سابقاً منطقة واسعة من جنوب شبة الجزيرة العربية، وجمعت على ارضها الواسعة بين الجبال العالية والوديان العميقة. وتمتد شرقاً الى صحراء الربع الخالي. ولعل اشهر اوديتها وادي حضرموت الذي يرجح انه كان مجرى مائياً ضخماً، خلال الدهور المطيرة القديمة، ويمتد جزؤه الخصب نحو ستين ميلاً، وتجري به بضعة انهار صغيره. وقد انتفعت حضرموت بساحل طويل على بحر العرب (المحيط الهندي)، من بين اهم الموانئ عليه ميناء قنا (بير على او حصن الغراب حالياً)، والمعروف عند العبرانيين باسم "كنية" وعند الاغريق باسم "كاني".وقد عكست لنا النصوص والبقايا الاثرية الجانب الديني لدى الحضارة الحضرمية مثلها في ذلك مثل باقي مراكز جنوب غرب شبة الجزيرة العربية في الارتباط بالعقيدة القمرية كإله أساسي وفي وجود مفهوم "الثالوث المقدس" وقد شيد أهلها المعابد، وقاموا بتقديم القرابين ونحتوا التماثيل من أجلها. كما عكست النصوص الحضرمية مدى ما كان يحس به السكان نحو آلهتهم وخاصة "سين" من أجل ان يمنحهم العمر الطويل والخير والبركة مثلما يتضح من نقش يشير فيه صاحبة الى ان "جسمة وروحة وأولاده وما يملكة ويقتنية ونور عينية وكل ما يفكر به قلبه هو لسين، إله حضرموت". اشرح أبرز ملامح حضارة دولة البحرين ؟ تقع البحرين في منتصف الطريق الملاحي عبر الخليج العربي ما بين دلتا نهري دجلة والفرات شمالا، والى مضيق هرمز جنوباً.، و تتكون البحرين من مجموعة من الجزر تبلغ ٣٣ جزيرة اكبرها هي البحرين وهي اكبر جز الأرخبيل. ومن أسماء البحرين القديمة (أوال) وهو اسم لصنم كبير كانت تعبده قبيلة بكر بن وائل في العصر الجاهلي، وكذلك (تيلوس) في النصوص اليونانية من عهد الإسكندر الأكبر، واهم تلك التسميات التي ارتبطت بالبحرين ما ورد في النصوص السومرية على انها ارض (دلمون) وهذا الاسم كان يطلق في العصور التاريخية القديمة. كما ورد في بعض الاساطير انها "جنة عدن في الأرض"، كما عُرفت البحرين باسم "جزيرة الموتى" في ارتباط مع كثرة التلال الجنائزية بها والتي يزيد عددها عن مائتي الف تل اثرى بالمكان. ورجح البعض أن تكون جزيرة البحرين قد استُخدمت مكاناً للدفن، يأتي الية القادمون بموتاهم تبركاً بالمكان، ولقدسيته التي عكستها ما نعرفه من النصوص السومرية القديمة، على أنها "الأرض الموعودة، والجنة التي لا يشيخ فيها انسان، ولا يمرض ولا يعتدى الذئب فيها على حمل ...الخ، وقد جادل البعض في ذلك الاحتمال في استخدام المكان كمركز للدفن لأهل الحضارات المجاورة في ضوء ما كشف عنة من وجود تلال جنائزيه مشابهة خاصة على الساحل السعودي في شبه الجزيرة العربية و في واحة جبرين و منطقة الظهران بصفة خاصة و في مناطق بقطر ايضاً. وقد عثر في نفس جزيرة البحرين الام على انشاءات مدنية لسكنى انسان المكان في موقع القلعة على الساحل الشمالي من الجزيرة، وكذلك المعابد الدينية الثلاث في موقع باربار

Comments