مفاهيم مركزية الصوفية
من خلال الدراسات المقدمة فإن الصوفية لها عدة تعريفات سنوضحها في النقاط التالية :
(السراج ) تم تعريف الصوفية وفق السراج على أنها الاسم المشتق من الصوف حيث تم وصفه باللباس الغالب للمتصوفة .
حيث أنه يقال عن الرجل الصوفي أنه من أتسم بصفات المتصوفة وأيضا أنتسب إليها وذلك في عدة أمور وهي صفاء القلب وأيضا راقب ربه ومن هذه الصفات أيضا هي سلاك سلوك العارفين, حيث يعد الصوفي أيضا من الذين يزعمون أنهم يستطيعوا أن يرتقوا من خلال المعطيات التجريبية وأيضا من خلال الرموز الحسية وذلك إلى عملية الكشف عن الحقائق التي تكون مخفية, حيث أن الشخص المتصوف أيضا هو الشخص الذي يزعم أنه يستطيع أن يدرك الحقائق الإلهية وذلك بحدس متعال, وذلك من خلال أكثر من وسيلة مثل الإلهام أو على طريقة الأولياء, أو يتم الكشف من خلال طريقة الوحي حيث يعد هذا الطريق هو طريق الأنبياء .
الصوفية هي مأخوذة من كلمة يونانية تعني الحكمة وهي كلمة فيلاسوفياحيث يعد الحلاج من أشهر الفلاسفة و مثال على ذلك الزخارف الإسلامية التي صنعت من أجل تزين جدران وسقوف المساجد, وهي أيضا قد تتسم بالروحانية حيث انه ذات شكل منظم وأيضا قد بنيت على منهج هو بالفعل قائم على المبادئ الشرعية وذلك في الظاهر وأيضا في الباطن .
يمكننا القول أنأظهرت الملامح العامة وذلك للفن العراقي والذي هو متأثر بالفن الغربي والأوروبي وذلك من جهة ومتأثرة أيضا بالموروث الفكري وأيضا الفني وذلك من جهة أخرى وأيضا أنه متمسكا بالكثير من الملامح التي تخص الصوفية وذلك من باب المعرفة والجمال ومما لا شك فيه وجود مسوغات فكرية وأيضا اجتماعية وأخلاقية قامت هذه الجوانب بتعزيز هذا الجانب وذلك للتوجه والتنقيب وذلك للفنان, ويتم ذلك على أثر الأشياء وأيضا جوهرها, وأيضا من خلال الحقائق الروحية بالإضافة إلى الحقائق الكونية, وأيضا في الوقت الذي قد أصبح فيه فن التشبيه مدعاة للاستهجان وأيضا التذمر .
ظهرت الملامح الصوفية في المدرسة الرومانسية وقد تمثلت في الخيال وأيضا العاطفة, وهما عبارة عن عنصران مشتركان في الجانبين وذلك بصورة قد تكون جذابة وملفتة للانتباه .
وإذا تطرقنا للمدرسة التجريدية يمكننا القول أنه قد كشفت الإعمال الفنية عن الكثير من السمات الصوفية, وذلك من خلال استلهام من خلال الفنان التجريدي, وذلك قام بتغيير المعنى ونقل الواقع المادي أيضا وأصبح الغاية هنا البحث عن ما هو روح, ذلك كما هو الحال عند المتصوف وبشكل دائم حيث يبحث المتصوف عن ما هو باطني حيث انه لا يهتم بالأشياء المحسوسة والملموسة, حيث انه يرى أنها زائلة أي أنها يمكن أن تزول بأي وقت حيث أنها لحظية
المدرسة التصويرية الإسلامية المتمثلة في يحي بن محمود الو اسطي
يعد يحى الو اسطي من أحد اكبر الأشخاص المشهورين أو أعلام مدرسة التصوير الإسلامية والتي تعكس جميع تصويره, وأيضا مدى إتقانه والدقة التي توصل إليها, وذلك من خلال فن التذوق وهذا في عصره .
اسمه ونسبه
يحي الو اسطي بن محمود بن يحي بن حسن بن أبي الحسن الو اسطي وهو يعتبر شيخ المصورين في العراق وذلك في القرن الهجري السابع والذي هو يوافق القرن الميلادي الثالث عشر, يعد أصل الو اسطي من مدينة واسط التي تقع في العراق
مكانته في علم الرسم والتصوير
يعد يحي بن محمود الو اسطي هو رساما وأيضا خطاطا,مذهبا ومزخرفا, ويعتبر يحي الو اسطي من أشهر الفنانين وذلك في المدرسة العراقية وأيضا في بغداد, ويعتبر من احد أهم الشخصيات التي قامت المدرسة التصويرية على أكتافهم,حيث يعد الو اسطي زعيما لمدرسة التصوير الإسلامي حيث أطلق على المدرسة أسماء مختلفة حيث أطلقوا عليها اسم المدرسة البغدادية كما أطلقوا عليها أيضا اسم المدرسة مابين النهرين ومدرسة العباسية وأيضا مدرسة السلجوقية كما أطلق عليها أيضا اسم المدرسة العربية .
كتب الو اسطي نسخة وزوقها أيضا وقام بذلك بنفسه وكانت قد كتبت هذه النسخة بتاريخ 634 ه و1237 م .
حيث أنها كانت مخطوطا من مقامات الحريري حيث أن هذا الكتاب محفوظ في مكتبة الأهلية الآن بباريس, حيث يطلق عليها اسم حريري شيفر, وهذا الاسم نسبة إلى مالكها الأول والذي يدعى شيفر وهو الذي قام بإهدائها إلى دار الكتب الوطنية التي تقع بباريس حيث من قام بكتابتها وتزويقها هو الو اسطي قام بعمل ذلك بنفسه حيث أنه كتبها بمداد ذات اللون الأسود الذي يميل إلى الحمرة وأيضا أنه متقن ومنقط أيضا ومشكل حيث أنه زينها بأربع وتسعين منمنمة, وقام بخط عناوين المقامات التي بها بالذهب وأيضا شكل الحروف كبيرة حيث انه جعل الوقفات الخاصة بالجمل على شكل وردة تتميز بستة فصص ذهبية, حيث أنه قام أيضا باستغلال الفراغ على جانبي المنمنمات حيث قام بمليء هذه الفراغات بكتابة عمودية وذلك بشكل أسنان المنشار ولكنها بمقاس أخر أوسع .
حيث أنه قد تمثل هذه من أروع ما قامت مدرسة بغداد من إنتاجه كما أن هذه النسخة قد تعكس مظاهر الحياة اليومية وأيضا الريفية, ويعد هذا التصوير له الكثير من الألوان والغنية أيضا برسومها الآدمية, والتي هي أيضا قد تمتاز بتنوع الشخصيات, كما تتميز أيضا اختلاف الملامح وأيضا وضوح التعبير وذلك عن العواطف التي قد تكون مختلفة إلى حد ما, حيث كانت تحتوي على ما يقارب مئة صورة وذلك لتوضيح الحكايات, والتي قد يرنها أو يقوم بروايتها الحارث بن همام وذلك عن حيل أبي زيد السروجي ونوادره .
حيث تحدث جميع هذه النوادر في بعض من المدن المختلفة وذلك في مختلف إرجاء العالم الإسلامي وذلك أثناء عصر الحريري, حيث أنه تعد عبارة عن لقاء قد يجري بين أو وسط جميع سكان الحضر حيث يقوم بين شخصيتين خياليتين والشخصيتين هما الراوي الحارث بن همام وبين البطل السروجي .
الو اسطي منح لمسة فنية لمقامات الحريري
قام يحي الو اسطي بتجسيده للحياة الاجتماعية حيث قام بالعمل على رسم مجموعة من الرسوم والقصص أيضا الذي رسمها يحي الو اسطي والتي هي تعطي صورة واضحة عن مظاهر الحياة الاجتماعية والتي تخص ذلك العصر, وهي تعتبر سجل يمكننا من خلاله استنباط البيانات وبشكل كبير عن العادات, وأيضا الملابس, كما أنه عبر عن الأواني والأدوات والمباني أيضا .
كما أن تصوير يحي الو اسطي يكس كل المنمنمات والتي أيضا تنسب إلى مدرسته, كما ينصب إلى مدرسته الدقة وأيضا الإتقان والتي قد توصل إليها فن التزويق في عصر الو اسطي, حيث تعد أعماله من أروع اللوحات الفنية في هذا العصر, كما تعد أيضا من الوثائق التاريخية التي هي تعكس أو تلقي الضوء على الكثير من الجوانب الحياتية والفنية أيضا في ذلك العصر, حيث تتجسم فيها أيضا جميع السمات الفنية والتي هي تميز المدرسة العربية في التصوير الإسلامي وذلك الذي يميزها عن غيرها من المدارس التصويرية .
حيث يكشف هذا عن السعة في الإطلاع لدى الو اسطي وأيضا يوحي إلى تمرسه إلى هذا النوع من الفن من الكثير من الفنون, حيث نراه يقوم بشرح لوحاته بشكل يوضح الانفعالات النفسية وذلك بطريقة تمكن المشاهد من معرفة الجو النفسي, فكانت تعد لوحاته بمثابة العيون الناطقة وأيضا الأصابع المتحدثة .
قيمة رسوم الو اسطي وتصويره
يمكننا القول أن رسومات وتصوير الو اسطي قد نالت الكثير من إعجاب كل الأشخاص الذين شاهدوها حيث وصفها بعض الشخصيات على أنها أكل الأمثلة الموجودة وذلك في منمنمات تلك المدرسة, حيث تعد عبارة عن بحث من أروع ما قدمته المدرسة البغدادية, وتعد أيضا تحفة من التحف وذلك للتصوير الإسلامي حيث تم وصفها من بعض الأشخاص المعروفين على أنها نوعية ممتازة من الرسوم الآدمية وممتازة من الأشكال المعبرة وذلك لأقصى حد ممكن حيث أنه قيل أن المواضيع وأيضا الصيغ جميلة للغاية كما أن الألوان قد تدخل البهجة والسرور على من يراها حيث أنها مشرقة ومأثرة إلى درجة كبيرة .
تصوير الو اسطي للمقامات
يعتبر تصوير الو اسطي للمقامات يتميز بأهمية كبيرة وذلك بسبب تميزها حيث انه لم يخضع لأي قواعد أو أي أصول فنية معينة أو تقليدية التي قد تكون مستقاة من الفن الساساني أو الفن المسيحي بل أنه قد استوحى أو استنبط لوحاته من ما كان يقوم برؤيته من مظاهر الحياة الإسلامية, ويمكننا القول أن المقامات الخمسين قد تقع أحداثها في كثير من المناطق , وأيضا الأقاليم المختلفة حيث أن لوحات الو اسطي قد أعطتنا الكثير من الفرص وذلك للنظر في واقع الحياة وذلك من خلال العالم العربي في تلك العصر, حيث تعد مقاماته من التي لها قيمة تاريخية عالية وذلك بالأخص بالنسبة للعراق وذلك لأنها صنعت وأنتجت هناك .
حيث أن هذه المقامات حققت الكثير من الشهرة الواسعة مما قد وصلت للأندلس وذلك مما دفع الحاخام يهوذا وذلك في القرن الثالث عشر الميلادي إلى ترجمتها باللغة العبرية .
خصائص مدرسة الو اسطي
- من خصائص مدرسة الو اسطي أنها كانت تعتمد على مبدأ القيام باستخدام اللون الواحد وذلك بنقائه وأيضا خصوصيته وذلك دون الحاجة إلى مزج اللون مع لون أخر
- كان أيضا يقوم بالاستعانة بطيف من الألوان حيث أنها كانت تلتقي بخاصية وأيضا أصل واحد حيث يرتكز أسلوبه في رسم المنمنمات على تسطيح كلا من الأشكال المنمنمة ليبعد ذلك عن البعد الثالث .
- قيامه بالاستغناء موضوع الرسم وذلك من وحداتالزخرفة بشكل معين وأيضا الكتابية التي قام بنشرها حول القيام بعمل واحد, وذلك لمنح صورة قد تتسم بدلالة وأيضا بعد وعمقا جماليا وديني واجتماعي .
التجريد في الفن الإسلامي ورمزيته
يعتبر التجريد في الإسلام مظهر من مظاهر التجديد وأيضا المعاصرة وذلك في الفنون الغربية, كما أنه يعد من السمات الأساسية والتي تخص الفنون الإسلامية, وذلك لأنها قامت على التجريد وأن هذا منحها الخصوصية وأيضا ضمن خلوها, حيث جعلها تراث إنساني خالد وله أيضا جذور في تربية الحضارة العربية وأيضا الإسلامية والعالمية .
ويعد التجريد أيضا موقف ثابتا حيث لا يتزحزح عنه الفنان المسلم وذلك عبر العصور حتى وصولا لعصرنا هذا وهو ليس عارضا أو أنه مجرد صراع فني يخفي بريقه وذلك لما يسودها من تيار جديد وأيضا مصدر ثباته وقوته هي العقيدة الإسلامية والتي هي تنبذ تمثيل المخلوقات, فمن هنا يأتي التساؤل ما هو مظاهر فن التجريد الإسلامي وكيف للفنان المسلم قد تناول هذا التجريد .
يعد التجريد في الإسلام هو ترجمة لجوهر الموجودات حيث أن الفنان المسلم انزاح عن قيامه بالنقل المباشر للطبيعة وأيضا عن الموجودات حيث أنه قام بنقلها بشكل مخالف أو بصورة مخالفة حيث يمكننا القول أنه حولها لمجرد رمز, حيث أنه قام بمعاودة تشكيل هذه الصورة بشكل متماسك وأيضا لا نهائي حيث تستمد هذه الصورة قوتها من المصدر الخلاق الذي فاق إبداع العالم ككل, وأن هذا الشيء جعله يجمع بين كلا من المجرد والحركة أيضا حيث أنه جعل الفن المعاصر يلاقي الفشل وذلك في بلوغ مهارة الوعي وذلك للفنانين المسلمين .
ومن هنا قد يكون الفن الإسلامي تم إزاحته عن المحاكاة إلى التجريد حيث يمكننا تعرف التجريد على أنه القدرة على تخليص تلك الصفة المشتركة بين مجموعة من الجزئيات وأيضا بين معرفتها أو يمكن تعريفه بشكل أخر وهو انتزاع الكل من الجزء وذلك بتخليص المعنى من المادة, وذلك بإمكانية إحضار الشيء وذلك من غير أن يرتبط هذا بشرط وجود مادي أو بشرط الزمان والمكان أيضا وذلك يعتبر عكس التعميم الذي يعد إطلاق تلك الصفات المستخلصة من جميع الجزئيات وأيضا الأشياء والتي هي تشترك في تلك الصفة مع الاتساع مما يستجد أيضا مجموعة من الأشياء داخل نفس هذه المجموعة .
حيث يعتبر التجريد أيضا أنه ينبذ المواضيع المحددة في المعالم حيث أنه يهتم بجوهر الأشياء .
ومن هنا نقول أن الفن الإسلامي قد عمل على التجريد والذي قد منحه خصوصيته وأيضا ضمن خلوده الذي جعل منه تراث إنساني خالد وأيضا جدير في تربية هذه الحضارة الإسلامية العربية وأيضا العالمية, وفضل العالمون والباحثون الغربيون هذا التجريد حيث قال الغرب أن المخيلة الاستبطانية هي أكثر تحررا والتى وافقت بشكل باهر بين كلا من الصرامة الجبرية وأيضا بين مبادئ الإسلام, حيث يحرم ديننا كل بحث وذلك الذي يخص محاكاة الكائنات وذلك في النظام التشكيلي, حيث يجرد الفن من عبادة الأصنام وأيضا يجرده من جميع الخيالات الزائفة وبالإضافة إلى ذلك ألحكي وأيضا الاعتقاد بصورة ساذجة وأيضا محاكاة الطبيعة والحياة أي أنه من جميع الأشياء الغير خالصة ومن كل الأشياء التي لا تكون خصبة بذاتها وذلك للسعي لبناء نوع من الأشكال قد يكون مستنبط فقط من الضرورة والحرية .
حيث يمكننا القول أن الفنان المسلم ينزاح عن النقل المباشر للطبيعة وأيضا لجميع الموجودات وعدم تجريدها من شكلها الطبيعي, حيث يبتعد عن الإيحاء وأيضا الفناء والقيام بنقله بصورة مخالفة وأيضا تحويلها لأشكال هندسية قد تمنح الشعور بالوجود والخلود أي تعني التركيز على الجوهر فحسب والقيام بإعادة تشكيلها وذلك بصورة متماسكة وأيضا بشكل لا نهائي حيث يعتبر هذا مصدر قوتها .
وأيضا قام الفنان المسلم بتبني التجريد وذلك في فنه من البداية والذي يتماشى مع رؤية الكون والطبيعة وأيضا الانطلاق من الحياة وأيضا الوجود ولكن حسب رؤية الدين الإسلامي وذلك مقابل الجوهر المطلق أو الذات الإلهية .
حيث يمكننا القول أن الفنون الإسلامية قامت بالسعي لتجاوز تقليد جميع ماهو في الطبيعة وقام بالتعبير بالرؤى التي يراها الفنان حيث يستحيل التعبير عن المطلق أو التعبير عن الذات الإلهية, حيث يقوم بتجريد الأشياء على هيئتها المادية .
والذهاب بها إلى ما هو مجرد وذلك كالخطوط وكذلك الألوان, حيث جنحت غلى تصوف قد يبتعد عن ما هو يكون عرضي أو حسي, وأيضا إلى وحدة في الأسلوب تعد جوهر لهذه الفنون, حيث دفعت الرؤية الفنانين المسلمين إلى الذهاب إلى نقل الأشياء الملموسة والتي تتحقق في الواقع, حيث جرد الفنان المسلم الأشياء من قيمتها وذلك عن طريق نقلها للفن, وأوضع تركيزه على إبراز قيمة الأشكال, وذلك بدلا من التركيز على المظهر الخارجي للأشكال ومضامينها, وذلك لأن القيمة للأعمال الفنية وجماله أيضا لا توضح إلا بجوهرها وليس وأيضا من خلال اللمسة الروحية التي يضيفها إليها الفنان حيث تتجاوب النفس معها, حيث أن النفس تشعر بالانتماء لهذه العوالم الروحانية والتي قد توحي لكثير من المعاني مثل السلام وأيضا الطمأنينة, حيث أنها عوامل قد تكون متخيلة تمتد خارج الحواف الخاصة بالعمل الفني وذلك لكي ترتقي بالملتقى وذلك لكي يلامس المطلق .
إبراز عظمة الخالق من خلال تجريد الفن .
يمكننا القول أن الفن الإسلامي نفعي من الدرجة الأولى حيث اعتبر دائما الفنان مجرد حرفي وأن عمله في الفن مجرد حرفة حيث أنها ظلت المشغولات الإسلامية أيضا مجهولة الصانع, حيث كان لا يهتم بالفنان, وذلك لتبرز عظمة الخالق سبحانه وتعالى وذلك من خلال تلك الفن الذي يشد النفوس ويأخذها في مراقي جماله وأيضا بهائه , حيث أن التكرار اللانهائي من هذه الخطوط والأشكال, ويعد جوهر الفن الإسلامي وذلك كما قال ابن عربي أنه يتركز في كون الذات محجوبة الصفات وأيضا الصفات التي هي محجوبة الأفعال وأيضا الأفعال محجوبة بالآثار وأيضا الأكوان, ح0يث انه من تجلب عليه هذه الصفات وذلك بارتفاع حجب الأفعال فقد رضى وسلم أيضا, كما من تجلت عليه الصفات أيضا فصار هو موحدا مطلقا .
تعد توحيد الأفعال يقدم أيضا على توحيد الصفات وأيضا مقدم على توحيد الذات , ويمكننا القول أنه هكذا تترجم الفلسفة التي قام عليها الفن الإسلامي, حيث أن الفنان المسلم يرى الله سبحانه وتعالى بجلالته وأيضا عظمته على أنه مركز في الكون, حيث أن كل شيء في الكون يبدأ عنده وينتهي عنده أيضا أو يعود إليه, حيث نرى هنا تركيز الفنان المسلم هنا في التجريد والمعاودة وأيضا التكرار وذلك للأشكال والألوان وأيضا الخطوط حيث أنها تعبر عن المطلق, حيث أن كل الأشكال قد تتكرر وهي أيضا تدور حول المركز وتعود إليه أيضا.
ومن هنا فإن جمال الفن الإسلامي هو مستنبط من الحس وأيضا من الروح, أو أنه جمال يدركه البصر وجمال آخر تدركه البصيرة, حيث أن يفضل الغزالي ذلك الجمال الذي يعتمد على البصيرة, وذلك لأن البصيرة التي هي باطنه أقوى من البصر الظاهر وذلك حسب تعبير الغزالي, ومن هنا يتكون جوهر الفن الإسلامي من تلك الأنساق التي تؤدي أيضا إلى الانسجام وأيضا الاكتمال, وينطلق الفنان المسلم أيضا لتحقيق لإخضاع تلك الخطوط والأشكال أيضا وذلك لتنظيم هندسي ورياضي أيضا وأيضا من خلال ما يسمى بالمنطق الداخلي الذي يطبعه التوازن وأيضا التدخل والتوالي وأيضا الانتظام, الانعطاف, التناسب, التناسق, التشابك وذلك بين جميع الأشكال وارتباطها في بنيتها وذلك مع بعضها البعض, ويمكننا القول أنها تستجيب إلى التصور الجمالي والذي هو قائم على إظهار عظمة الخالق سبحانه وتعالى حيث أنها تقوم بالابتعاد عن المحاكاة وتنطلق إلى التجريد أو ترتقي غلى التجريد .وتعد أيضا الزخرفة من أرقى من توصل إليه التجريد وذلك في الفن الإسلامي, كما أنها ازدهرت
حيث يعود هذا الازدهار للتطور الذي عرفته الرياضيات وذلك في الحضارة الإسلامية والذي قام الفنان المسلم لإخضاعها لرؤيته فقد شفت جما وأيضا شكليات من الأشكال الهندسية وأيضا النباتية وبما في ذلك الخط وأيضا تجريد الفنون الإسلامية, حيث أن شمولها قد يستوحيه الفنان المسلم وذلك من الطبيعة وأيضا من العلوم وعقيدته والمشاعر الروحية لديه, حيث يخلق عن ذلك فنا مجردا, والجدير بالذكر أن الناقد الفرنسي هنري قال أن ما أخال شيء يمكنه أن يقوم بتجريد الحياة وذلك من ثوبها الظاهر, حيث ينقلها إلى مفهومها الدفين ومضمونها وذلك مثل الأشكال الهندسية للزخارف الإسلامية, حيث أن هذه التشكيلات ليست إلا ثمرة تفكير قد تكون قائم على الحساب الدقيق حيث انه يتحول إلى نوع من الرسم البياني لأفكار فلسفه وأيضا معاني روحية, وبالرغم من ذلك لا يجب أن يفوتنا أنه من خلال هذا الرابط أو الإطار التجريدي حيث تنطلق منه حياة متدفقة وذلك عبر الخطوط, وذلك أنها تخفي وأيضا تكشف في نفس الوقت وذلك بسبب الأسرار والإمكانيات التي تملكها وأيضا طاقات بلا حدود .
تعد طريقة تشكيل هذه الفنون الإسلامية جعلت أذواق المتلقين تتمتع بالرقي وهنا يخطر بخيالنا السؤال وهو كيف ذلك أي أنه كيف أن ترى العيون المبصرة هذا الفن وهذا هو الهدف الاسمى منها , حيث يوجد هناك تواصل بين الطرفين وهم المتلقي والفن أيضا حيث هنا تغيب كلا من اللغة وأيضا العين المبصرة حيث يفسح المجال لتوحد كلا من المتلقي وذلك مع روح الفن والذي يمثل ذلك الكمال, حيث هنا يظهر النفس الصوفية, حيث أن الغياب بالنسبة لموضوع وأيضا الحضور للشكل المجرد وذلك بروحيته وطاقته فإن الفن الإسلامي هنا قد أنحصر في نظام من الرموز وهو عبارة عن مجموعة من الأشكال المختلفة حيث أن أساس هذه الأشكال الخطوط وأيضا الألوان .
العناصر العضوية في الزخرفة الإسلامية
الزخرفة العضوية أو ما يعرف بجماليات التو ريق حيث سعى المصمم الإسلامي وذلك عبر العصور المختلفة الإسلامية التي تعاقبت حيث سعى عن التعبير عن ذاته وذلك بصورة جمالية وأيضا بطريقة قد تتفق مع المبادئ الدينية, حيث أن المصمم الإسلامي وضع لنفسه إطار محدد وأيضا منظم لفنه الذي يقدمه لنا وأيضا للعالم ككل حيث يصل إلى أروع الأعمال الفنية في العناصر العضوية .
حيث أن المصمم المسلم يقوم بتوضيح قدرته على التأمل وأيضا مما يوضح ارتباط المصمم المسلم بالطبيعة وذلك بشكل كبير وخاصة ارتباطه بالنباتات حيث انه يكون ملما بأرقى أنواع الفن في العالم وأيضا مدى قدرته على التأمل وأيضا التفحص فيما خلقه وذلك من تلك العناصر النباتية حيث أن هذا قد لا يقتصر فقط على معرفة الظواهر وذلك للهيئات المتباينة لهذه النباتات, وأيضا جميع ما تتسم به من الجماليات وبالإضافة إلى ذلك إدراك الأسس التي قد تكون منظمة بين تلك الهيئات التشكيلية وذلك في الطبيعة من تداخل وأيضا من تشابك وأيضا من تأمل المصمم المسلم ومعرفته التي قد امتدت لكي تشمل الفهم والتكرار وأيضا التنوع والتقابل والتدابير وأيضا غيرها من الأسس والعناصر الخاصة بالتصميم والتي يتم من خلالها التحقق من الكثير من الإيقاعات الجمالية .
حيث أن المصمم المسلم قد استطاع أن يقوم بترجمة مجموعة التأملات وأيضا الأحاسيس وذلك تصويرها في صياغات زخرفه وهي لم تكن عبارة عن نقل من الطبيعة يشعر به بل هي عبارة عن تعبير فني يمتاز بالصدق, حيث انه أيضا قام باستثمار ذلك في تعزيز الصلة الروحية بينه وبين ربه, لذلك قام بتطبيق هذه الزخارف الورقية مثل أوراق العنب على سبيل المثال في أغلب أدواته وأمور الحياة والدنيا لديه, حيث انتشر هذا الفن في ربوع العالم الإسلامي وأن ذلك يوضح أن هذه الزخارف في الفن الإسلامي أنها عبارة عن رسالة إيمان وأيضا رسالة توحيد وذلك بين جميع المسلمين في مشارق الأرض وأيضا مغاربها .
يجد هنا الشخص الباحث عن جماليات الزخرفة العضوية الإسلامية حيث يجد نفسه أمام ثلاث محاور حيث أن كل محور يكمل الآخر وذلك لكي يتم الوصول إلى رؤية كلية وأيضا شاملة حيث أن أول هذه المحاور يتمثل في المفردات الشكلية وذلك يوجد منها ذلك البناء والزخرفة حيث أن هذا البناء يتسم بشكل منفرد من الجماليات وأيضا المحور الثاني قد يتمثل في النظم وأيضا الأسس التي يتم تصميمها والاعتماد عليها من قبل المصمم المسلم وذلك في بناءه لتكوينات زخرفة ينتج عنها جماليات كثيرة, أما عن المحور الثالث فهو قد يتمثل في الطرق التي يقوم المصمم المسلم بتطبيقها على الأشكال العضوية من الأوراق النباتية والتي تكون على العديد من أسطح الخامات سواء كان هذه الأسطح عبارة ‘ن خامات خشبية أو خزفية أو معدنية أو غيرها من الخامات الأخرى التي يمكن استخدامها في التصميمات في هذا الجانب من الفن, وذلك لأن نوع الخامة وأيضا تقنيتها تلعب دورا هاما وذلك بتشكيل التصميم الخاص بهذا الفن وأيضا قد تكون موجودة في البناء التصميمي لذلك الأشكال العضوية والورقية من النباتات وذلك تلعب دور هام في تحقيق الرؤية الجمالية للأوراق النباتية أو ما يسمى التوريق .
جماليات الهيئة الشكلية للمفردات المكونة للأوراق النباتية أو العضوية
يمكننا القول انه من خلال الدراسة التي قد شاعت في ربوع العصر الإسلامي وأيضا من خلال الدراسة الشكلية أيضا والكلية لهيئات المفردات الشكلية والتي يتم استخدامها من قبل المصمم الإسلامي وذلك في بناءه لفن الزخرفة العضوية أي النباتية حيث قد تبين لنا أن هناك عدد قد تناول هذا النوع من الفن وذلك لعدة عصور حيث تتمثل في الورقة النباتية والسيقان وأيضا الفروع النباتية بالإضافة غلى ذلك الزهرة .
جماليات مفردة الورقة النباتية
إن الورقة النباتية تعد من أهم المفردات الشكلية للزخرفة العضوية حيث إن هذه الزخرفة قد سميت باسمها والمتأمل وأيضا الدارس لهذا النوع من الفن يلاحظ أن المصمم الإسلامي قام بتقديم العديد من الهيئات وبصورة متباينة للورقة النباتية, حيث انه منها ما يقترب من الواقع في هيئته حيث تم اختصار تفاصيله, كما أن ركز المصمم الإسلامي على الجوهر في هيئة العمل الفني الذي يقدمه, وأيضا منها ما تم تحويره لكي يصعب عليك تحديد نوعية هذه الورقة, ومما لا شك فيه أن سواء كان العمل الفني يقارب الواقع أو تم تحويره فإن المصمم الإسلامي قد أبرز لنا الكثير من الجماليات خلال هذا النوع من الزخرفة وذلك أيضا من حيث تميزها بالانسيابية وأيضا تميزها بالليونة في خطوطها الخارجية وذلك بجانب أجزائها حيث أنه يقوم تارة بتوجيهها نحو اليمين وتارة أخرى يقوم بتوجيهها نحو اليسار, كما أنه تارة أخرى يجعل الجانبين متماثلين وذلك من خلال لوحة كأسيه حيث أن هذا قد يتوقف على طبيعة التكوينات وأيضا طبيعة التصميمات الهندسية والتي تم إنشائها .
وجدير بالذكر أن المصمم الإسلامي قدم لنا تصميمات الأوراق النباتية قد تتسم بالبساطة والانسياب أيضا وذلك في هيئتها الخارجية بالإضافة إلى معالجة سطحها وذلك من خلال خطوط زخرفيه تعطي لنا الرؤية في عملية بناؤها .
وقدم لنا المصمم الإسلامي الكثير من الجماليات الخاصة بهذا النوع من فن الزخرفة العضوية حيث قدم لنا أوراق نباتية صممت بشكل يلعب في الفراغ الداخلي وأيضا المعالجات المادية لسطح الورقة, وأن لم يكتفي المصمم الإسلامي بالقيام بعمل تصميمات من أوراق الشجر بل أن المصمم قام ليستثمر سعف النخيل وذلك في الكثير من الأعمال النباتية حيث انه قدم أيضا حلول جمالية كثيرة حيث أخذ الهيئة من الفراغ والزخرفة الداخلية حيث يوجد منها ما يأخذ شكل شبه الدائرة البيضاوية ومنها ما يأخذ الهرمية وذلك نتيجة التفاف هذا السعف حول نفسه, أو من خلال تقابل وتداخل اثنان معا منه وذلك لعمل شكل أخر .
الفروع النباتية ودورها في الزخرفة العضوية
من خلال الدراسة عن الزخرفة في التصميمات الإسلامية وذلك في جانب الزخرفة العضوية, حيث أنها لعبت دورا هاما وأساسي في الزخرفة العضوية وذلك في العديد من تكويناته حيث أهتم المصمم الإسلامي بالفروع النباتية وذلك يرجع إلى ما تحمله هذه الفروع من مجموعة من القيم الخطية والتي يمكن استخدامها جماليا, وذلك لأن الفروع النباتية قابلة للامتداد وأيضا التداخل والتشابك مع بعضها البعض, وأيضا لأنه يمكن القيام بعملية التحكم في أقطارها وأيضا سهولة توجيهها وذلك بما يلاءم التصميم الذي يقدمه المصمم, كما أنه بالإضافة إلى ذلك أن الارتباط بين الفرع والورقة هو عبارة عن ارتباط منطقي وأنه قد يتسم أيضا بالألفة, وأيضا يمكن التحكم في مسار كلا منها ولهذا السبب فإن الدور الجمالي لهذه الفروع النباتية هو دور مهم حيث أنه يلعب دور المنسق وأيضا المحدد للهيئة العامة .
أما بالنسبة للزهرة فتكمن جمالياتها في هيئة ونظام المفردات التي قد تكون مكونة له, حيث أن دورها الجمالي مثله مثل أي فن هو عبارة عن لغة يعبر من خلالها الفنان وذلك عن مشاعره وأيضا أحاسيسه وهي تعد لغة الأساس .
كما أن هناك مفردات نظمت بشكل يقوم بترجمة أحاسيس الفنان وأيضا ما يود التعبير عنه, ولذلك فمن الصعب أن نحكم على القيمة الفنية للعمل الفني وذلك من خلال ما يشتمل عليه من مفردات شكلية فقط, وحتى إذا كانت هذه المفردات ذات قيمة جمالية واحدة وظاهرة لا نستطيع الحكم عليها من خلال الشكل الظاهر للتعبير الفني, وبما أن الزخرفة العضوية تعد هي فن من الفنون التي قدمها المصمم الإسلامي فيجب عليه تنظيم مفرداته الشكلية ووضعها أيضا داخل إطار تكوينات الزخرفة وأيضا بشكل يحقق له أهدافه .
مقارنة بين أهمية الشكل والمضمون من وجهة نظر صوفية
لكي نقارن بين الشكل والمضمون من وجهة نظر صوفيه فلابد أن نتطرق عن المعنى العام لهم
الشكل : يعد هو الصورة أو الشكل الخارجي ويعد هو أيضا الفن الخالص والمجرد من المضمون والتي قد تتمثل فيه الشروط الفنية .
المضمون : هو عبارة عن كل ما يشتمل عليه الأعمال الفنية وذلك من فكر و أيضا فلسفة و أخلاق أو سياسة واجتماع
يعد الشكل والمضمون كلا منهم يقوم بأداء دوره كما يجب أن يكون وذلك في إنتاج العمل الفني ولكن من وجهة نظر الصوفية فإنهم كانوا يعتمدون في التصميمات الفنية على الشق الخاص بالمضمون حيث أنهم يهتمون بالجوهر أي المضمون وليس على الشكل أو المظهر الخارجي للتصميم وهذا بالرغم من أن الشكل والمضمون هما وجهان لعملة واحدة ولذلك في وجهة نظر الصوفية لا يقومون بالحكم على الأعمال الفنية من خلال الشكل فإن عندهم هذا الحكم غير صالح بل أنهم يعتمدون على الجوهر في الحكم على العمل الفني حيث أن الفن عندهم مرتبط بالروح وليس بالمظهر الخارجي .
المراجع
1.آلسعيد،شاكرحسن: الأصولالحضاريةوالجماليةللخطالعربي،دارالشؤونالثقافية
،بغداد،ط1 ،1988.
2 .أدونيس: الصوفيةوالسريالية،دارالساقي،بيروت،ط2 ،1995.
3 .أليوت،الكسندر: آفاقالفن،ت. جبراإبراهيمجبرا،المؤسسةالعربيةللدراساتوالنشر،
بيروت،ط2 ،1979.
4 .باونيس،آلان: الفنالأوربيالحديث،ت. فخريخليل،دارالمأمونللترجمة،
بغداد،1990.
5 .برتليمي،جان: بحثفيعلمالجمال،ت. أنورعبدالعزيز،دارنهضةمصر،1970.
6 .بعلبكي،منير: المورد،دارالعلمللملايين،بيروت،ط1 ،1996 .
7 .إبنعربي،محييالدين: فصوصالحكم،نشرالدكتورأبوالعلاعفيفي،القاهرة،
.1946
8 .توفيقسعيد: الخبرةالجمالية،المؤسسةالجامعيةللدراساتوالنشروالتوزيع،
بيروت،1992.
9 .ريد،هربرت: الموجزفيتاريخالرسمالحديث،تلمعانالبكري،دارالشؤونالثقافية
العامة،بغداد، 1989 .
10.الصراف،عباس: آفاقالنقدالتشكيلي،دارالرشيدللنشر،بغداد، 1979 .
11.عطية،نعيم: خمسةفنانينكبار،دارالكتابالعربيللطباعةوالنشر،مصر، 1968 .
12.كورك،جاكوب: اللغةفيالأدبالحديث،ت. ليونيوسفوعزيزعمانوئيل،دار
المأمونللترجمة،بغداد، 1989 .
13.المؤدب: عبدالوهابالصورةوالغيب،مجلةالكرمل،ع13 ،دارالكرمل، 1984 .
14.النشار،عليسامي: نشأةالفكرالفلسفيفيالإسلام،ج3 ،دارالمعارف،
Comments
Post a Comment